عاشقة الوطن عضو ماسي
عدد المساهمات : 2928 العمر : 28 شوكت سجلت بالمنتدى : 25/01/2010
| موضوع: العدوان على العراق .. نظرات تربوية ورؤى شرعية وفكرية 7/7/2010, 2:36 pm | |
| العدوان على العراق .. نظرات تربوية ورؤى شرعية وفكريةد. علي بن عمر بادحدح الحمد لله رب العالمين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على النبي الأمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد :فإن الأحداث التي تمر بها المنطقة - مع بدء الحرب على العراق - جسيمة وعظيمة ، وهي بداية لا نهاية ، ومقدمة لا خاتمة، ولا يخفى أن في طياتها أخطاراً متنوعة وأضراراً متعددة ، والاستهداف فيها واضح جلي للأمة الإسلامية في عقيدتها ودينها، ووحدتها ، وسيادتها ، ومقوماتها ، وثرواتها ، ونظمها ، ومناهجها ، ولا بد – والحال كذلك - من معرفة الحقائق ، والاعتصام بالمبادئ ، وتحديد المواقف . أ - الوقائع والأحداثأمريكا التي تدعي زعامة السلام ، وحفظ حقوق الإنسان ، وحماية حمى الديموقراطية ، والتزام الشرعية الدولية ، قامت بالتحالف الكامل مع بريطانيا فجر يوم الخميس 17/1/1424هـ الموافق 20/3/2003م بشن الهجوم العسكري الحربي على العراق ، ويمكن إيجاز أكثر معالم الأحداث أهمية في النقاط التالية :1- إرادة الحرب على العراق ، والاستيلاء على ثرواته ، والبدء به كنموذج للهيمنة باسم الديموقراطية الزائفة التي تريد أمريكا فرضها في الشرق الأوسط ، كل ذلك كان مبيّتاً ومقرراً لدى الإدارة الأمريكية ، وهو جزء من استراتيجيتها السياسية الرسمية ، بغض النظر عن تدمير أسلحة الدمار الشامل أو تغيير النظام الحاكم . 2- سعت أمريكا وبريطانيا لاستصدار قرار من مجلس الأمن يعطي للحرب سنداً قانونياً شرعياً، واستخدمت مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن أساليب الترغيب والترهيب للحصول على موافقتها ، ولكن جهودهما باءت بالفشل ، ومع ذلك مضتا إلى الحرب غير عابئتين بالأمم المتحدة ولا مجلس الأمن . 3- واجهت الحرب قبل بدئها أكبر معارضة شعبية في التاريخ المعاصر ، وذلك من حيث كثرة الأعداد ، وتنوع البلاد ، وشملت عقر دار الحرب في أمريكا وبريطانيا ، كما كانت المعارضة الرسمية الحكومية واسعة النطاق وانضمت فيها معظم الدول الكبرى والصغرى . 4- مع بداية الحرب وقبلها كانت دعاية الحلفاء المعتدين تركز على المفاهيم الكاذبة المغلوطة من أن حربهم لتحرير شعب العراق ، وتمكينه من الاستفادة من ثرواته ، وقاموا بإلقاء ملايين المطبوعات لتحريض الشعب العراقي على حكومته ، ودعوته للتعاون مع الغزاة المتحالفين ، وشاع عند قوات الحلفاء البغاة أن الحرب ستكون سهلة وسيتوالى استسلام الجنود والتفاف الشعب حولهم ، ولكن ذلك لم يحدث . 5- مع بداية الحرب واجه الغزاة المعتدون مقاومة شرسة ، ومواجهة صعبة ، وخططاً ذكية , وظهرت المقاومة من كثير من كل الفئات الشعبية ، والحزبية ، والفدائية ، والقوات النظامية ، وقد يسر الله بعض الظروف المناخية ، وبعض التوفيقات الإلهية التي أربكت الأعداء ، وأوقعت فيهم عدداً من القتلى والأسرى ، مع سقوط بعض الطائرات ، وتدمير بعض المعدات . 6- استخدم الغزاة أسلحتهم المدمرة ، ومارسوا أبشع أنواع الإجرام بما في ذلك استخدام الأسلحة المحظورة دولياً ، وهدموا المنشآت ، وقطعوا الخدمات ، وقتلوا الأطفال الأبرياء ، والشيوخ والنساء ، وأفسدوا في الأرض ، وأهلكوا الحرث والنسل . 7- مع نوايا الاحتلال والعدوان ، وإرادة نهب الثروات ، ومع وجود أجواء المقاومة وقع بعض الارتباك في صفوف الحلفاء ، والاختلاف في الآراء واستقالة بعض الشخصيات المهمة ، وظهور الكذب ، واستخدام الحرب النفسية في الأخبار والمعلومات مع التكتم والتحكم الإعلامي ، رغبة في عدم حصول الآثار السلبية للحقائق الميدانية . 8- واجهت القوات الغازية مقاومة عنيفة في البصرة ، والنجف ، وكربلاء ، ولم تتمكن من دخولها والاستيلاء عليها وتأمينها ، وتركت القوات تواصل عملياتها، وتوجهت بقوات أخرى نحو بغداد ، وذلك استعجالاً لتحقيق الهدف ، ووصولاً لمعركة الحسم ، ودارت معارك ضارية عند المطار الدولي ، ولا زالت الأحداث مستمرة . 9- قوّات الحلفاء المعتدين تواجه خيارات صعبة ، حيث ركّز العراقيون مقاومتهم ، ووضعوا قواتهم على مشارف المدن وداخلها ، بحيث حددوا بذلك طبيعة المعارك ، وأن تكون برية ، وقد تتطور إلى حرب شوارع ، ولم يعد أمام الغزاة من حل إلا التجاوب مع ذلك ، وهو الأمر الأصعب بالنسبة لهم ؛ لأنه لابد فيه من خسائر في الأرواح ، وجرحى وأسرى لا يقبل عندهم أن يكونوا كثيرين ، وإلا فليس أمامهم إلا القصف الجوي العنيف المتواصل ، وهو الذي يسبب أكبر الخسائر في أرواح المدنيين ، وتدمير البنى التحتية ، والخدمات ، والمصانع وغيرها. 10- تزايدت المعارضة الشعبية العالمية والإقليمية ضد الحرب ، وزادت نقمة الشعوب عامة ، والشعوب الإسلامية والعربية خاصة ضد أمريكا وبريطانيا ، ولا زالت الأحداث تتفاعل . ب - المفاهيم والتصوراتإن فهم الأحداث وتقييم المواقف مرجعه التصور الإسلامي الواضح ، والمبدأ الإيماني الراسخ ، المستمد من كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم - ، ومن ثم فإنه لا يغيب عن أذهاننا مايلي :1- الابتلاء سنة من سنن الله تعالى : { الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ } [ العنكبوت:2 ] ، وارتكاب الذنوب من أعظم أسباب حصول البلاء : { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [ الروم:41 ] .2- الابتلاء تمحيص للمؤمنين وتمييز لهم عن المنافقين { مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ } [ آل عمران: من الآية179 ] وفيه تثبيت لهم على الحق واليقين به : { وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً } [ الأحزاب:22 ] .3- القضاء والقدر خير للمؤمنين ؛ فإن كان خيراً شكروا ، وإن كان ضراً صبروا ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر، وإن أصابته ضراء صبر وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ) ، والمؤمن راضٍ بقضاء الله ، ثابت على دين الله ، عامل بمرضاة الله { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } [ البقرة:155-156 ] .4- العاقبة للمتقين ، ولو بعد حين { إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } [ الأعراف: من الآية128 ] ، والدائرة على الكافرين { فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ } [ النمل:51 ] .5- ظهور الظلم الواضح ، وشدة العدوان الآثم مؤذن بتحقق الوعد الرباني في الظلم والظالمين { فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } [ النمل:52 ] ، وتجلي صورة الاستكبار والطغيان الفرعوني ، والاعتزاز بالقوة والعدة والجند سبب لحصول الهلاك ، وقد قال الله في شأن فرعون : { وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ } .6- المحن داعية إلى العودة إلى الله والتوبة { فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ } [ الذريات:50 ]، { وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ } [ لأعراف:94 ] ، وفي ذلك بداية النهوض والإصلاح { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } [ الرعد: 11 ] .7- القوة الإيمانية ، والعزة الإسلامية ، أكبر عوامل القدرة على الثبات ، ومواجهة المحن ، وصد أسباب الضعف والوهن { وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [ آل عمران:139 ] ، { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } [ المنافقون: 8 ] .8- أسباب النصر في المنهج الإسلامي شاملة لجوانب حياة الأمة الإسلامية وأفرادها{ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُم } [ محمد: من الآية7 ] ، وأكثر شروط النصر أهمية مذكورة في قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [ الأنفال: 45-46 ] .9- الصبر والمصابرة والمرابطة عاقبتها خير في الدنيا والآخرة ، قال تعالى :{ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ } [ لأعراف:137 ] ومهما تعاظم الكيد والأذى ففي الصبر والتقوى معتصم ، قال تعالى: { إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } [ آل عمران:120 ] وقال تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [ آل عمران:200 ] . 10- الباطل لا يترك مواجهة الحق أبداً ، يبذل الجهد ، ويُحكِم الكيد ، وينفق المال ، ولكن القصد الخبيث ، والعمل الفاسد لا يحقق ثماره ، بل ينقلب على أصحابه ، قال تعالى:{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ } [ الأنفال:36 ] ، وقال تعالى : { وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ } [غافر: 25 ] وقال تعالى:{ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ } [ يونس: 81 ] . جـ - منح وبشرياترغم ضراوة الحرب وآثارها السلبية إلا أن من رحمة الله أن يجعل في المحن منحاً تتعاظم ؛ حتى يكون من ورائها خير كبير ، ومن ذلك:1- ظهور حقيقة أعداء الإسلام من الأمريكان والإنجليز، وزيف ادعاءاتهم في الحرية ، والديموقراطية ، وحقوق الإنسان ، وكشف جميع أساليب المغالطة والخداع للمجتمعات والأمم كلها ، وظهور عدائهم السافر الذي وحّد الغالبية في مواجهتهم ، وكرههم وكشف مواقف الأقلية التابعة لهم .2- البطولة والشموخ الذي أظهره العراقيون ، يدل على إمكانية المواجهة والمقاومة ، رغم ضخامة القوة العسكرية ، والأسلحة الإلكترونية ، وانكشاف حقيقة المبالغة في القوة ، والدقة والكفاءة لدى القوات الأمريكية ، وفي ذلك تعزيز للقوة المعنوية للأمة ، ونبذ الخور والضعف والجبن .3- ظهور ضعف واستخذاء معظم الحكومات الإسلامية والعربية ، وبيان عجزها ، وانكشاف حقيقة عمالة كثير منها ، وتنامي الشعور العام لدى الشعوب من عدم التعويل عليها في القيام بما يجب لحماية الدين والأمة ، ومواجهة الأعداء ، والالتفات إلى ضرورة العودة للحل الإسلامي ، والاعتماد على الله ، وتقوية دور الشعوب .4- ظهور التآمر الصهيوني الصليبي على الإسلام والمسلمين ، والربط الواضح بينه وبين ما يجري في العراق بوصفه خدمة لأمن دولة الغصب اليهودية ، وإضعافاً للقوى الإقليمية ، وتمزيقاً للأمة العربية .5- ظهور أثر الدعاة ، والعلماء الصادقين ، والتفاف الناس حولهم ، والرغبة في الاستماع إليهم ، والاسترشاد بآرائهم ، ودعوتهم في المنتديات الاجتماعية والقنوات الفضائية وغيرها .6- ظهور أهمية وحدة الصف ، واجتماع الكلمة ، وتنادي أهل العلم والدعوة لتوحيد المواقف ، والتعاون في مواجهة الأحداث على مستوى الأمة ، والعمل من خلال بيانات ومشروعات مشتركة .7- ظهور توسع في مساحة حرية الرأي الإعلامية والمنبرية ، وتنامي المطالبة بالإصلاح ، وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية ، ومحاربة الفساد ، والشعور بأهمية التغيير الإيجابي في تحسين الأوضاع .8- ظهور أصداء وصور الاتحاد الإسلامي ، من خلال تفاعل وتجاوب الشعوب الإسلامية في الدول المختلفة مع الأحداث ، وإعلانها رفضها للحرب ، ومعاداتها للأمريكان وحلفائهم ، ودعوتها إلى مقاطعتهم ومحاربتهم مع بذل الوسع في الوقوف مع المسلمين في العراق ومعاونتهم .9- ظهور الوعي والإدراك لمخططات الأعداء ، واستشعار سعة وتنوع ميادين المواجهة في المناهج التعليمية ، والحياة الاجتماعية ، والنظم السياسية ، والمقومات الثقافية ، وتنامي الرغبة والقوة في مواجهة العولمة بكل أشكالها .10- ظهور الوعي بضعف الأمة ، وتبعيتها الاقتصادية والصناعية لأعدائها ، وتنامي أهمية الاعتماد على الذات ، والأخذ بأسباب الاستقلالية الحقيقية مع التكامل العربي والإسلامي ، في مواجهة الارتباط بالهيمنة الأمريكية والأوروبية . المواقف الشرعية لا شك أن هذه الأحداث تعد من الفتن الكبيرة ، وفيها قدر كبير من التداخل والالتباس ، ومع وجود المواقف الرسمية المتخاذلة والمتلونة ، إضافة إلى الأوضاع العامة المخالفة للإسلام في الدول العربية والإسلامية ، كانت هناك مختلفة وفتاوى متباينة ، وتم بحمد الله إعداد عدة دراسات شرعية مفصلة وشاملة للأوضاع المتعلقة بالأحداث . وهذه خلاصة موجزة لها : 1- أهل العراق غزاهم الكفار في ديارهم ، واعتدوا عليهم في أرضهم ، وردهم للمعتدين وجهادهم لهم ، وقتالهم ضدهم واجب شرعي عيني عليهم ؛ لأن الفقهاء اتفقوا على أن العدو إذا هجم على بلد مسلم فالجهاد فرض عين على كل أحد من آحاد المسلمين ممن هو قادر عليه ، وهذا الجهاد جهاد دفع لا تشترط فيه الراية الإسلامية ؛ لأن المسلم يقاتل عن عرضه وماله .2- ورد النهي القاطع عن موالاة الكفار كما في قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء } [ الممتحنة: من الآية1 ] وقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ } [ المائدة:من الآية51 ] ، ورتّب الله على ذلك وعيداً شديداً فقال في ختام الآية الأولى :{ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ } [ الممتحنة: من الآية1 ] وفي ختام الآية الثانية قال سبحانه : { وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين } [ المائدة: من الآية51 ]، وقد حكم العلماء بالكفر على من والى الكافرين ، بمعنى حبه ، ونصره ، وإعانته لهم ، ومع إدراك خطورة التكفير؛ فإن مما لا خلاف فيه أن الإعانة إذا أدت إلى إلحاق الأذى بالمسلم فهي حرام ، إذ حرمة المسلم عظيمة جداً في ماله وعرضه ودمه قال – صلى الله عليه وسلم - : ( إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ) ، ولا يجوز قتل المسلم ، ولا الإعانة على قتله، وقد ورد في ذلك اشد الوعيد ، قال تعالى: { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً } [ النساء:93 ] ، والإكراه على قتل المسلم ليس مسوغاً لجواز ذلك ، حتى وإن كان الإكراه له بالقتل ؛ لأن نفس أخيه المسلم معصومة كنفسه ، وليس حفظه نفسه بأولى من حفظ نفس أخيه المسلم ، وعلى كل مسلم أن يبرئ ذمته من مسؤولية دماء المسلمين ، قال – صلى الله عليه وسلم - : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يسلمه ) .3- حزب البعث عقائده كفرية ، وقادته في العراق ارتكبوا فظائع وجرائم كبرى ضد الإسلام والمسلمين ، ولكن ليس كل شعب العراق بعثيين ، ولا كل المنتمين لحزب البعث كفرة مجرمين ، والمناصرة إنما تكون لأهل العراق باعتبارهم مسلمين ، ثم هم مظلومون يواجهون مَن ظلَمَهم واعتدى عليهم ، ونحن نبرأ من البعث وأهله المعتنقون لعقائده ، ولكن خطر أمريكا أعظم ، وضررها أكبر ، ومخططاتها أوسع ، وقدرتها على الهيمنة والسيطرة وبسط النفوذ أظهر ، وحربها على الإسلام وأهله أشمل ، وتحالفها مع اليهود والصهاينة أقوى ، وهي تهدف إلى تقويض مقومات الأمة المعنوية والمادية ، ومن ثم فإن مواجهتها ونصرة من يقفون في وجهها دفاعاً عن دينهم وديارهم وأعراضهم واجب ، ولا يجوز ترك ذلك بدعوى أن في المواجهة والنصرة دعماً لصدام وحزب البعث .4- الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة ، وهو ذروة سنام الإسلام ، وفيه عزة المؤمنين ، وبه قوة المسلمين ، وينبغي العلم أن للجهاد أحكاماً شرعية لابد من العلم بها ، والتزامها في مشروعية القتال وأحواله وأحوال المقاتَلين ، وعلاقتهم بالمسلمين ، فهو حكم شرعي لا اندفاع عاطفي ، ولا رد فعل موقفي ، ثم إن للجهاد أهدافاً ومصالح شرعية يحققها، وفقدانها أو تخلفها أو تحقق أضدادها له أثر بالغ في أحكام الجهاد ، ويضاف إلى ذلك أن للجهاد ميادين شتى ، وأساليب متنوعة ، فالجهاد بالمال والنفس ، وبالقول والفعل ، والأمة المسلمة مستهدفة في عقائدها بإثارة الشبهات ، وفي أخلاقها بتزيين الشهوات ، وفي مناهجها التعليمية بالتمييع والتخليط ، وغير ذلك . والمواجهة والإصلاح في كل هذه الميادين مطلوب وواجب ، وكلها ثغرات يجب أن يكون فيها مرابطون ، وحصر الجهاد ومواجهة الأعداء في القتال الحربي في ميادين المعارك فقط ليس صواباً ، وإلزام الأمة كلها بالتخلي عن كل الأدوار والأعمال إلى الجهاد القتالي لا يحقق مصالح المسلمين { وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ } [ التوبة:122 ] قال الخطيب البغدادي في مقدمة الفقيه والمتفقة :" جعلهم فرقتين أوجب على إحداها الجهاد في سبيله ، وعلى الأخرى التفقه في الدين ؛ لئلا ينقطع جميعهم إلى الجهاد فتندرس الشريعة ، ولا يتوفروا على طلب العلم فتغلب الكفار على الملة ، فحرس بيضة الإسلام بالمجاهدين ، وحفظ شريعة الجهاد بالمتعلمين " .والجهاد فرض عين على أهل العراق ، وإن لم يكفوا واستنصروا إخوانهم المسلمين فالوجوب العيني ينتقل إلى أقرب بلد مسلم لهم ، ثم الأقرب فالأقرب . وسائر المسلمين يكون جهادهم بالمال وسائر أنواع النصرة دون القتال ، وإذا ترتب على مشاركتهم في القتال مفاسد كبرى أعظم من المصالح الشرعية المتوخاة من القتال ؛ فإنه يجب ترك الجهاد القتالي ، ويجب أن تكون الموازنة بين المصالح والمفاسد بالاعتبار الشرعي ، والمرجع في ذلك إلى أهل العلم والرأي والورع ، ومن غلب على ظنه أنه يستطيع المشاركة بمراعاة ما سبق ذكره في الموازنة بين المصالح والمفاسد ؛ فإن ذهب للقتال لإعلاء راية الإسلام ، والذب عن حرمات المسلمين ، ورد عدوان الكافرين فله ذلك ، وهو مأجور ، وجهاده مكتوب ، وإن قتل فهو شهيد إن شاء الله ، مع التنبيه على أن هذه حالات خاصة لها أحكام تختلف من حالة لحالة ، ولا يحكم فيها بحكم عام لكل أحد . د-الخطوات المطلوبة والأعمال المرغوبة1- إحياء المعاني الإيمانية في الأخوة الإسلامية في نفوسنا ، ومشاركة المسلمين في العراق حزناً عليهم وهماً لمصابهم ، وألماً لما يحل بالإسلام وأهله ، وتعميق هذه المعاني في النفوس ، وإحيائها وتذكرها ، وتعميق الإدراك بخطورة الأحداث الجارية على دين وهوية وثروة الأمة كلها ، وعدم الاستهانة بذلك ، أو التخفيف من أهميته ، وجعل ذلك كله روحاً إيجابية تدفع نحو العمل النافع .2- الرجوع إلى الله تعالى ، والإكثار من الإقبال عليه ، والصلة به ، وزيادة الطاعات من الصلوات والصيام والإنفاق ، والدعوة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وسائر الأعمال الصالحة .3- صدق الالتجاء ، ومداومة الإلحاح في الدعاء ، وقوة التوكل على الله ، وتعظيم الثقة بنصره ، وحسن الظن بقدره والركون إلى قوته ، والاستناد إلى عظمته .4- التوبة إلى الله ، وترك الذنوب والمعاصي ، وتجنب سخط الله ، والتعرض لرحمته ، ومحاسبة النفس على التقصير والتفريط في جنب الله ، وإقامة الأهل والأولاد على شرع الله ، ونبذ الترخص والتساهل في المنهيات ، والمواجهة الصريحة بالحزم والعزم دون المواربة والمغالطة فإنما نؤتى من قبل ذنوبنا .5- المقاطعة الاقتصادية والثقافية للمنتجات اليهودية والأمريكية والبريطانية والأسترالية ، وترك السفر إلى بلادهم إلا للضرورة الملحة ، أو الحاجة المهمة ، والتخلي عن الاستثمار في شركاتهم وبلادهم ، والتزام ذلك بدقة والدعوة إليه بحكمة .6- التربية الجادة بترك الترف والتنعم ، والعمل على التخفف من الدنيا ، واستحضار نية الجهاد ، وإعداد القوة النفسية والبدنية ، بكل السبل والأسباب المتاحة من الرياضة والخشونة ونحوها .7- نصرة المسلمين في العراق بالدعاء ، والتبرع بالأموال ، والإسهام بالجهود الطبية والإغاثية متى تيسرت الأسباب ، والعمل على الإعانة ، والتثبيت بشتى الوسائل المادية والمعنوية .8- متابعة الأحداث والأحوال متابعة اتعاظ واعتبار ، والاستفادة من المواقف والرسائل التي تنشر عبر المواقع المعتبرة على الإنترنت .9- العمل على نشر الوعي الإسلامي الصحيح المتزن ، وإشاعة المعاني الإيمانية والتربوية المطلوبة بين الناس ، والتقدم والمشاركة في الميادين الاجتماعية ، والدعوية ، والإعلامية المتاحة .10- الخطباء والكتاب والوجهاء يبذلون جهودهم بأفضل الوسائل لتوضيح الحقائق ، وتثبيت المبادئ ، وترشيد المواقف ، والتقدم لقيادة الجماهير ، وكسب ثقتهم ، وحسن توجيههم .11- الحذر من الشائعات المرجفة ، والبعد عن الإسهام في ترويجها ، وترك الجزم بتحديد المراد بما ورد في أخبار وأحاديث الفتن .12- التثبت من مصادر المعلومات ، والتمييز بينها ، وعدم الانجراف مع المبالغات ، والتهويل لقوة ودقة ومهارة الأداء العسكري للغزاة المعتدين .13- العناية بتوعية الزوجات والأبناء ، وتعريفهم بحقائق الأعداء ، وغرس أهمية المتابعة لأحوال المسلمين ومناصرتهم في قلوبهم ، وإشراكهم فيما يقوم به الآباء من الأعمال السابق ذكرها بحسب الاستطاعة ، ومراعاة ما يناسبهم .14- توسيع دائرة الأعمال ، والأنشطة العامة ؛ كالمحاضرات والندوات والمهرجانات التي تحقق كثيراً مما سبق ذكره .والله نسأل يسلم ديار المسلمين ، ويحقن دمائهم ، ويحفظ أعراضهم وأموالهم ، ونسأله أن يرد كيد الكائدين ، ويدفع شرور المعتدين ، وأن يخذلهم ويذلهم ، ويخرجهم من ديار المسلمين ، والحمد لله رب العالمين . تحياتي للجميع عاشقة الوطن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
ظل انسان عضو ماسي
عدد المساهمات : 3945 العمر : 24 شوكت سجلت بالمنتدى : 19/03/2010
| موضوع: رد: العدوان على العراق .. نظرات تربوية ورؤى شرعية وفكرية 8/7/2010, 3:14 am | |
| | |
|
ربوشة الشمرية المراقبة العامة
عدد المساهمات : 6301 العمر : 28 شوكت سجلت بالمنتدى : 20/06/2009
| موضوع: رد: العدوان على العراق .. نظرات تربوية ورؤى شرعية وفكرية 8/7/2010, 5:57 am | |
| شكرا حبي موضوعج حلووووووو | |
|
سآحره آلبشر مشرفة
عدد المساهمات : 4547 العمر : 27 شوكت سجلت بالمنتدى : 03/03/2010
| موضوع: رد: العدوان على العراق .. نظرات تربوية ورؤى شرعية وفكرية 13/7/2010, 11:56 pm | |
| مشكووورة حبي على الموضوع تحياتي الج | |
|
عاشقة الوطن عضو ماسي
عدد المساهمات : 2928 العمر : 28 شوكت سجلت بالمنتدى : 25/01/2010
| موضوع: رد: العدوان على العراق .. نظرات تربوية ورؤى شرعية وفكرية 15/7/2010, 11:02 pm | |
| | |
|