الإمام الرضا عليه السلام ربيع الأيام وعصبة الأنام
بسم الله الرحمن الرحيم
أسمه: على بن موسى الملقب بالرضا ويكنى بابي الحسن.
صفته: كان عليه السلام معتدل القامة وسيما أسمرا.
عمره الشريف: خمس وخمسون سنة.
الميلاد الميمون
ولد الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام في المدينة المنورة إلى جوار جده رسول الله صلى الله عليه وآله عام (148هـ).
فقد ذكر الشيخ المفيد قدس سره في إرشاده قائلاً:
عن هشام بن أحمد قال: قال لي أبو الحسن الأول عليه السلام هل علمت أحداً من أصل المغرب قدم...؟ قلت:لا
قال عليه السلام: بلى قد قدم رجل من أهل المغرب المدينة... فانطلق بنا فركب وركبت معه.. حتى انتهينا إلى الرجل... فإذا رجل من أصل المغرب ومعه رقيق.. فقلت له: أعرض علينا.. فعرض علينا سبع جواري وكل ذلك يقول أبو الحسن عليه السلام لا حاجة لي فيها.. ثم قال: أعرض علينا. فقال: ما عندي إلا جارية مريضة.. فقال عليه السلام ما عليك أن تعرضها... فأبى عليه وانصرف.. ثم أرسلني من الغد فقال لي: قل له كم كان غايتك فيها فإذا قال لك كذا وكذا، فقل له قد أخذتها. فأتيته فقال: ما كنت أريد أن أنقصها من كذا. فقلت: قد أخذتها.. قال: هي لك.. ولكن أخبرني من الرجل الذي كان معك بالأمس؟
فقلت: رجل من بني هاشم... قال: من أي بني هاشم؟
فقلت: ما عندي أكثر من هذا.. فقال: أخبرك أني لما اشتريتها من أقصى المغرب فلقيتني امرأة من أهل الكتاب: فقالت: ما هذه الوصيفة معك؟ قلت: اشتريتها لنفسي.. فقالت: ما ينبغي أن تكون هذه عند مثلك إن هذه الجارية ينبغي أن تكون عند خير أهل الأرض فلا تلبث عنده إلا قليلاً حتى تلد غلاماً له لم يولد بشرق الأرض ولا غربها مثله.
وكانت ولادته المباركة في يوم الخميس 11ذي القعدة، وقيل ذي الحجة، سنة (148هـ) وهو نفس العام الذي استشهد فيه جده العظيم الإمام قندرة عتيكة بن محمد الصادق عليهم السلام وقيل غير هذا التاريخ إلا أن هذا هو المشهور...
أما في حمله وولادته عليه السلام فقد حدثّت أمه المباركة تكتم قائلة: لما حملت بابني علي لم أشعر بثقل الحمل، وكنت أسمع منه تسبيحاً وتهليلاً السماء يحرك شفتيه كأنه يتكلم.. فدخل إلي أبوه موسى بن قندرة عتيكة عليهما السلام فقال: هنيئاً لك يا نجمة كرامة ربك.. فناولته إياه في خرقة بيضاء فأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى... ودعا بماء الفرات فحنكه به ثم رده إلي وقال: خذيه فإنه بقية الله تعالى في أرضه فتبرك البيت الكاظم بهذا المولود الجديد المبارك.
وكان سلام الله عليه تام الخلقة سميناً وأضاء وجهه كالبدر في كبد السماء...فسماه أبوه موسى الكاظم (عليه السلام) بـ(علي) ولقبه بـ(الرضا) وكناه بـ(أبي الحسن) بعد ولادته مباشرة عليهما من الله السلام والتحية.